حصدت شركة الومنيوم قطر مؤخراً جائزة "مبادرة الاستدامة المؤسسية" المقدمة من مجلس قطر للمباني الخضراء، أحد أعضاء مؤسسة قطر، تقديراً وإشادةً بمنهجها المتطور في إعادة تدوير النفايات الصناعية، وذلك خلال الحفل الذي أُقيم في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر بحضور عدد من كبار الشخصيات الصناعية والمؤسسية في دولة قطر.
وقد ألقت الجائزة الضوء على جهود الومنيوم قطر الرامية إلى إيجاد حل مستدام للنفايات الصناعية، حيث توصلت الشركة مؤخراً إلى حل لاستخدام المنتجات الثانوية الصناعية المرتبطة بإنتاج الألومنيوم – بطانة خلايا الصهر التالفة (Spent Pot Lining). وكان التخلص من تلك المواد من التحديات الكبرى التي تواجه جميع مصاهر الألومنيوم على مستوى العالم.
ويُعد استخدام بطانة خلايا الصهر التالفة كمواد خام في الإنتاج خطوة غير مسبوقة، فهي "سابقة" ليس على مستوى الدولة فحسب، وإنما على مستوى العالم أيضاً.
ومنذ بداياتها في عام 2010، تركز ألومنيوم قطر على ضرورة حماية البيئة بنفس درجة تركيزها على الحفاظ على تميزها في إنتاج الألومنيوم. وفي ظل تأصل ذلك المبدأ لدى جميع موظفي الشركة، فقد أخذوا على عاتقهم مسؤولية التغلب على التحدي المتمثل في التخلص من بطانة خلايا الصهر التالفة.
وأمضى الموظفون وقتاً طويلاً في البحث عن عملية يمكن من خلالها استخدام بطانة خلايا الصهر التالفة كمواد خام في الإنتاج في الصناعات الأخرى الأساسية. ومن ثمّ، جاءت الانفراجة، حيث تمكنوا من تحديد استخدامات لبطانة خلايا الصهر التالفة كمواد خام في إنتاج الحديد والصلب والإسمنت. وأثمر ذلك عن مزيد من التعاون مع شركة قطر ستيل وشركة إسمنت الخليج وشركة قطر الوطنية لصناعة الإسمنت.
وتعود المبادرة بفوائد بيئية ومالية، إذ لا يقتصر النفع منها على استغلال المنتجات الثانوية للمصاهر فحسب، وإنما يمتد أيضاً إلى تحقيق عائدات مالية لشركة الومنيوم قطر نتيجة توريد تلك المواد إلى الشركات الأخرى. كما استطاعت الشركة توفير التكاليف التي كانت تتكبدها للتخلص من هذه المواد عبر المدافن الأرضية.
وقد أدى قرب شركة قطر ستيل وشركتي الإسمنت من شركة الومنيوم قطر إلى تقليل جهود وتكاليف النقل. وتشمل الفوائد الأخرى المترتبة على المبادرة حماية الأراضي التي كانت لتُستخدم، لولا ذلك، في التخلص من المواد، إلى جانب تجنب استخدام المواد الكيميائية المطلوبة للتخلص من النفايات، مما يسهم في الحفاظ على الحياة البرية والنباتات في المنطقة.
وقد حظيت فكرة الشركة المتمثلة في أن "النفايات الناتجة عن أي قطاع يمكن استخدامها كمادة خام لقطاع آخر" باهتمام المؤسسات المهتمة بالبيئة، سواءً داخل دولة قطر أو في أنحاء المنطقة. كما تمت الإشادة مؤخراً بالمبادرة بمنحها جائزة قطاع النفط والغاز القطري للتميز في مجال الصحة والسلامة والبيئة عن فئة المبادرة المبتكرة، إلى جانب جوائز أخرى.
ويعد مجلس قطر للمباني منظمة غير ربحية تعمل على تشجيع التعاون في تطبيق الممارسات المستدامة بيئياً فيما يتعلق بتصميم وتطوير الأبنية الخضراء في دولة قطر منذ عام 2009. ونجح المجلس خلال السنوات الثلاثة الماضية في تنظيم أسبوع قطر للاستدامة، وذلك لتشجيع الشركات داخل الدولة على إبراز جهودها نحو تطبيق ممارسات أكثر أماناً على البيئة في أماكن العمل وفي منتجاتها وخدماتها.
ويؤكد اختيار الومنيوم قطر للفوز بالجائزة، متفوقةً على الشركات المحلية والعالمية الأخرى، على أن الشركة لا تدخر جهداً في سبيل الحفاظ على البيئة، والذي يمثل أحد الركائز الأساسية في رؤية قطر الوطنية 2030.
